كيف تعددت اللغات وابو البشر هو ادم، كما نعرف جميعنا بأن سيدنا ادم هو ابو البشرية، وكل من في هذا الكوكب هو من نسل سيدنا ادم، لذلك ثار تساؤل كبير لما نشأ الاختلاف في اللغة رغم أن الوالد واحد وهو سيدنا ادم عليه السلام، ولاجل ذلك قمنا بكتابة مقال وهو كيف تعددت اللغات وابو البشر هو ادم.

كيف تعددت اللغات وابو البشر هو ادم

لا بد أنه يتبادر الى ذهنك عدة اسئلة ومنها ماذا كان يتكلم أبونا آدم بعدما نزل إلى الأرض، وفي أي وقت حدث انقسام الشعوب، وكيف حدث التعدد في اللغات وقمنا في موقع فكرة بالحصول على اجابات متعددة سوف نعرضها لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

من خلال تلك الاية الكريمة يظهر بأن الله تعالى علم آدم جميع اللغات وسائر المسميات، والآية هي قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة: 31].

حيث أن الإمام القرطبي يقول في تفسيره وقد اختلف أهل التأويل في معنى الأسماء التي علمها لآدم عليه السلام، فقال ابن عباس وعكرمة وقتادة وابن جبير بأن الله علمه أسماء جميع الأشياء كلها جليلها، حيث أنه يرى عاصم بن كليب عن سعد مولى الحسن بن علي قال كنت جالسا عند ابن عباس فذكروا اسم الآنية واسم السوط، قال ابن عباس: وعلم آدم الأسماء كلها.

كيف انفصلت الشعوب

وعن سبب انقسام الشعوب، فإن الله تعالى خلق كل البشر من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهي آدم وحواء، وجعلهم شعوبا وفصائل وقبائل ليحصل التعارف وينسب كل شخص إلى مجموعته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13].

 

وقد فطر الله تعالى البشر على الاختلاف في المذاهب والآراء والعقائد، ولو شاء لجعلهم شعبا واحدا وأمة واحدة متفقة متحدة. قال تعالى:وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود: 119].

 

قال الإمام ابن كثير في تفسيره: أي ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم، وقال عكرمة: مختلفين في الهدى، وقال الحسن البصري: مختلفين في الرزق، يسخر بعضهم بعضا، والمشهور الصحيح الأول. انتهى.

 

كيف تعددت اللغات وابو البشر هو ادم

أما اختلاف اللغات وتعددها، فمن الدلائل الواضحة على عظمة الله تعالى واستحقاقه لأن يفرد بالعبادة، حيث قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ [الروم: 22].

 

قال ابن كثير: يعني اللغات، فهؤلاء بلغة العرب، وهؤلاء تتر لهم لغة أخرى، وهؤلاء كرج، وهؤلاء روم، وهؤلاء فرنج، وهؤلاء بربر، وهؤلاء تكرور وهؤلاء حبشة، وهؤلاء هنود، وهؤلاء عجم.. إلى أن قال: إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم. انتهى.

 

لماذا تعددت اللغات في العالم مع العلم أن جميع الأمم من أصل واحد هو أبونا آدم وأمنا حواء؟

 

“الله أعلم . ربك هو الحكيم العليم . ليس عندنا يقين بالحكمة في هذا ، ولكننا نعلم أن ربنا حكيم عليم ، يقول جل وعلا : (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) الأنعام/83 ، ويقول سبحانه : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء/11 .

فمن حكمته البالغة جعل اللغات متعددة ، وجعل الناس ألواناً كذلك كما قال عز وجل : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) الروم/22 .

فقد يكون من الحكمة الدلالة على قدرته العظيمة ، وأنه سبحانه قادر على أن يجعل لهؤلاء لغة ولهؤلاء لغة ؛ فإن هذا أبين للقدرة العظيمة .

وقد يكون من الحكم أشياء أخرى لا نعقلها ولا نفهمها ، وقد يفهمها غيرنا من أهل العلم .

فالحاصل أن مِنْ أوضح الحِكَم في ذلك أنه سبحانه وتعالى قدير ؛ ولهذا جعل لغات الناس متعددة وأخبر أن هذا من آياته : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) الروم/22 ، وألسنتكم : أي لغاتكم .

 

فكما جعلهم ألواناً فيهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك ، وجعلهم أيضاً مختلفين في الأحجام ؛ هذا طويل ، وهذا قصير ، وهذا بين ذلك ، وجعلهم مختلفين في الأخلاق والعقول ، هكذا مسألة اللغات ، كلها تدل على قدرته العظيمة ، وأنه يتصرف كما يشاء سبحانه وتعالى ، وقد تكون هناك حكم كبيرة لا نفهمها” انتهى .

شاهد ايضا: هل يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم