حكم المجادلة التي لا فائدة فيها، تثور العديد من التساؤلات الهامة حول العديد من الأمور الجوهرية التي تصيب لب الدين، في الجانب الأخلاقي منه بالتحديد، فقد يجد الإنسان المسلم الذي يسعى لتهذيب نفسه والإرتقاء بها في سلالم التزكية، تجده يسعى للتخلص من كافة الآثام الصغيرة، والتي تجعله أنقى وأكمل، وأليق بعبادة الله الواحد الجبار، وفي هذا السياق، يتساءل حول العديد من الأحكام المختلفة، والتي من ضمنها اليوم حكم المجادلة التي لا طائل من وراءها، وللإجابة عن هذا السؤال، وجدنا أنفسنا مضطرين لسؤال أصحاب العلم، والذين افادونا بما سوف نورده لكم في خضم هذه المقالة، فتفضلوا بقراءتها معنا.

معنى المجادلة أو الجدال

تتعدد المعاني المرتبطة بلفظة الجدال، في اللغة العربية، والتي قد تكون أحيانا ذات معنى إيجابي، وقد تحتمل السلبية، وذلك وفق السياق العام الذي تستعمل فيه الكلمة، ولكن في المجمل نجد معنى الجدال، هو النقاش الحاد بين طرفين يتحدثون حول موضوع معين، وهذا المفهوم العام للكلمة.

ولكن ما الفرق بين الجدال والنقاش؟ في غالب الأمر نرى أن هنالك فرقا جوهريا في هته المعاني، حيث أن الجدال هو نوع من أنواع الحديث اللذي لا نفع منه، بينما النقاش، هو الحديث الذي يقوم على استعراض الحجة والدليل، من كقبل كل طرف من أطراف الحديث.

وعليه نجد القران الكريم قد عرض لهذ المعاني في العديد من المواضع، الأمر الذي حمل العديد من الاستخلاصات الهامة، والتي سوف نستعرضها في الفصل التالي من فصول المقال.

الجدال ويكيبيديا 

حكم المجادلة التي لا فائدة فيها

يعمل القرآن الكريم من خلال آياتهالقرآن الطاهرة، إلى تحقيق غاية جوهرية، الا وهي تحقيق الإنسان اللائق بعبادة ربه، ووفق هذه الغاية، يعرض القرآن الكريم الكثير من الأحكام التعلقة بتهذيب النفس، والتي كان من ضمنها ما تطرق له في شؤون الجدال، والنقاش.

حيث قال الله تعالى لرسوله الكريم “وجادلهم باللتي هي أحسن” وفي هذا معنى سامي، يدفع النبي تجاه الجدال، ولكن باللتي هي أحسن، والأحسن هو الأجمل، وبالتالي، يقول الله لنبيه الكريم، أنك لا بدّ عليك إذا جادلوك الناس في أمر، أن تتخذ طريق الحسنى، كذلك أتبع ” وأعرض عن الجاهلين” في توجيه للنبي، للإعراض عن الجاهلين الذين لا يسببوا إلى جدالا لا طائل من وراءه.

ووفق كل الذي عرضناه لكم، نستخلص أن الجدال الحسن، هو أمر لا بأس فيه، فهذا الفعل لاق بالنبي صلى الله عليه وسلم، أمّا الجدال الفارغ، الذي لا فائدة من وراءة، إلا حظ النفس، فهو من الكلام الفارغ، والذي يقع حكمه تحت عدم الاستحباب.

أهمية التحلي بقول ما هو نافع

في سياق حديثنا عن الجدال، والمجادلة، والكلام الذي لا بد أن يخرج من فم الإنسان المسلم، نجد أن المسلم عليه بشكل أساسي الحديث بما هو مفيد، وإلا فالصمت أسلم، يقول الله “ولا تقف ما ليس لديك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسئولا” وعليه، فلا بدّ للمسلم أن يتحرى الصدق في حديثه.

أما في أداب الحوار، فلا بد عليه أن يلتزم أخلاق الحوال، وأن لا يجادل إلا بالتي هي أحسن، فيقدم أطروحته بشكل علمي، مدعم بالبراهين والحجج، دون أي حيدة عن النهج الأخلاقي المهذب، أو استعمال التعصبات في حواره.

اقرأ أيضا: تفسير اسم شمس في المنام بالتفصيل لابن سيرين

إلى هنا زوارنا الأكارم، نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي قدمنا لكم من خلاله اهم المعلومات حول فعل الجدال، مبينين الحكم الشرعي لهذه المسألة، راجين من وراء ذلك أن نكون قد وفقنا في تقديم كل فائدة.